الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي
ولم أجد من ذهب إلى أن محل الجملة جر بحرف الجر المحذوف سوى أبي حيان في موضع من البحر المحيط يقول فيه في تفسير قوله تعالى: {أولم يتفكروا ما بصاحبهم من جنة} (1): "وقال أصحابنا: إذا كان فعل القلب يتعدى بحرف الجر قدرت الجملة في موضع جر بعد إسقاط حرف الجر" (2) وأغلب الظن أن هذه اللفظة خطأ طباعي أو سبق قلم من ناسخ (3)، ولمخالفتها أيضا نصوص من وقفت على كلامهم من أصحابه الأندلسيين أو البصريين، ثم إن القول بإعمال حرف الجر منزوعا، والجار والمجرور متعلق بالفعل المعلق قبله يخرج الاستفهام ونحوه من المعلقات عن أن تكون لها الصدارة في جملتها، وليس ذلك بالمرضي عند أكثر النحويين، لذا ردوا على الكوفيين مذهبهم في كيمه أن أصلها كي الناصبة للفعل المضارع المحذوف وما بعدها الاستفهامية، والتقدير: كي أفعل ما؟ ردوا عليهم ذلك بأن في ذلك نقضا لأصول منها الصدارة للاستفهام (4).- - - - - - - - - -(1) ينظر: الأعراف: 184.(2) 5 /234.(3) * يقوي هذا الظن اختلاف طبعات هذا الكتاب في هذه اللفظة ففي طبعة دار إحياء التراث وهي مصورة من طبعة بولاق جاءت المقولة فيها على الوجه الصواب هكذا " في موضع نصب بعد إسقاط حرف الجر " ينظر: 4 /431. لمخالفتها جميع المواضع التي نص فيها على محل الجملة وأنه نصب%النسخة المطبوعة رقم الصفحة: 392- مجلد رقم: 1
|